(وقفات سلوكية في شهر رمضان المبارك ) الشيخ وائل عبد المطلب : خلف العهد.

خزانة الأديب :
(وقفات سلوكية في شهر رمضان المبارك ) الشيخ وائل عبد المطلب : خلف العهد.

إن الناظر في أحوال الناس اليوم يجد غياب خلق الوفاء بالعهد عن كثير من الناس إلا من رحم الله عزوجل وما أكثر ما يجري بين الناس من وعود لا تتحقق ومن عهود لا تُنفذ فلا يفي مقترض بما وعد من رد الدين ولا يفي صانع بما وعد من إنجاز عمله في وقت محدد وبجودة معينة ولا يفي من وعد في الحضور في وقت معين بالحضور في ذلك الوقت بل يأتي متأخرا ولا يفي زوج بما قطعه على نفسه عند الزواج بمعاملة زوجته معاملة طيبة ولا يفي أب بوعود قطعها على نفسه تجاه أولاده فمن الآباء من يلقي بالوعود لأبنائه يمينا وشمالا مستهينا بهذه الوعود ولا يدري أنه يعلم أبنائه عدم الوفاء بالوعد وأن هذا شيء عادي يمكن اعتياده في الحياة بل ومن الناس من يعاهد وفي نيته أن لا يفي بما عاهد عليه وينسى قول الله تعالى "وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً " - الإسراء: 34.

وقد حذرنا النبي من إخلاف الوعد، وبين أنه صفة من صفات المنافقين فعن عبدالله بن عمرو بن العاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربعٌ من كنَّ فيه، كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة "صفة" منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدَّث كذَب، وإذا عاهد غدَر، وإذا خاصَم فجَر" متفق عليه.

والغادر في عهده ووعده له علامة يعرف بها بين الناس يوم القيامة فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جمع الله بين الأولين والآخرين يوم القيامة، يُرفع لكلِّ غادرٍ لواءٌ، فيقال:هذه غدرة فلان بن فلان" رواه البخاري

وبين النبي صلي الله عليه وسلم أثر نقض العهد علي الأمة فعن بُريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما نقَض قوم العهد قط، إلا كان القتل بينهم، ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط، إلا سلط الله عليهم الموت، ولا منع قوم الزكاة، إلا حبس الله عنهم القَطرَ" رواه الحاكم.


فالمسلم الحق هو الذى يفى بما التزم به سواء كان قولاً أم كتابة فإذا أبرم عقداً وجب عليه احترامه، وإذا أعطى عهداً وجب أن يلتزم به فالعهد لا بد من الوفاء به مادام الأمر يتعلق بالحق والخير وإلا فلا عهد في أثم ولا معصية.

-----------------------
(وقفات سلوكية في شهر رمضان المبارك ) الشيخ وائل عبد المطلب : خلف العهد.