خزانة الأديب : الحلقة (24) من حكايات الشاعر الدكتور إيهاب عبد السلام (من قلب دسيا) :
يا ضَلَال يا ضَلَال... كان هذا هو تعليق خال والدي (أحمد الرامخ) على كل ما لا يرضيه مما يشاهد أو يسمع من أحوال بعض أهل البلد.
إذا سافرتُ أنا اليوم إلى قريتي فغالبا ستجدني قاعدًا في البراندة، على الكنبة التي في جهتها الشرقية مستندًا إلى سور البراندة، وظهري إلى المندرة خلفي، ففي هذا الموضع تحديدا كنت أقعد منذ حوالي أربعين عامًا ومعي في الموضع ذاته خالي أحمد الرامخ. كل الذي تغير أن الكنبة استُبْدِلَت بالدِّكَّة القديمة، وأقيمت في البراندة أعمدة لم تكن فيها، وتم رفعها حوالي نصف متر.
في أول ثمانينات القرن الماضي خرجت بالشاي لخالي أحمد الرامخ واتخذت مكاني سعيدًا على الدكة بجانبه، فقال وهو يتحسس كوب الشاي:
- (فيه حاجتين لو باردين ما لهومش أي لزمة؛ الشاي والشوربة، قيمتهم إنهم يكونوا سخنين).
- (صح يا خال والله) هكذا قلت.
كان بعض الأطفال يلعبون أسفل البراندة، وإذا بأمٍّ تنادي على طفلة من بينهم (يا سوزااان) كان الاسم مفاجئا وصادما لخالي أحمد، وكانت السيدة سوزان مبارك نجمة مصر الأولى في ذلك الحين، فسألني خالي أحمد باستنكار ودهشة:
- بنت مين سوزان دي؟
- بنت عمِّ إبراهيم عبد السلام.
وكان عمِّ إبراهيم من جيل خالي أحمد ويصغره ببضع سنوات، وكان قد توفيت زوجته فتزوج وهو في سن كبيرة. أكمل خالي أحمد تساؤله: (هو إبراهيم مسمي سوزان؟!).
- (أيوه يا خال. وفيها إيه؟).
- (آه يا ضلال يا ضلال، ما سماش زينب ولا فاطنة ليه؟ والله العظيم لو أنا مكان مبارك لأجيبه وأجلده سبعين جلدة في الجرن عشان يبقى عبرة للبلد كلها... طيب لما أشوفك يا إبراهيم..!!)
غلبني الضحك وأنا أتخيل تلك العقوبة التي قررها خالي أحمد لعمِّ إبراهيم، فلا جُرْمَ يستوجبها مطلقًا، وأنا أقول في نفسي: (يا رب عمِّ إبراهيم ما يعدي دلوقتِ وإلا خالي أحمد حَيِصْطَاده).
مرَّ أحد أهل القرية وكان يحب التوقف أمام خالي أحمد ويناوشه بأي كلام أو هذار ليستمتع بردوده، ففوجئت بخالي أحمد يقول له: (ممكن تقللها نص متر بس لو كتيرة عليك، وبالتدريج تقللها كل مدة شوية).
وفي سرعة ولهفة سأله المسكين: (أقلل إيه؟)
فردَّ خالي أحمد: (خيبتك الكبيرة، دا أنت يا جدع بتبقى ماشي والخيبة محوطاك 3 متر من كل الجهات).
يا لروعة التصوير وإدهاشه، كيف يمتلئ الإنسان بالخيبة، ثم تشعُّ منه وتملأ محيطه على مدى ثلاثة أمتار من جميع الجهات؟! انسحب صاحب الخيبة من أمام خالي أحمد مسرعًا، فالتفت إليَّ وقال لي:
(بلدنا دي زمان كان كل الناس زي بعض، كنت تلاقي الناس في سنة من السنين كلهم اصْفَرُّوا (أصبح لونهم أصفر) وفي السنة اللي بعدها تلاقيهم كلهم احمرُّوا (أصبح لونهم أحمر).
لعل هذا العهد الذي يتحدث عنه خالي أحمد هو دسيا في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، وقد استرعى دهشتي كلامه هذا الأخير، كيف يتلون أهل القرية بلون كل عام؟
- إزاي يا خال الحكاية دي؟
أكمل خالي أحمد: (كان الناس بيلبسوا قماش البطاقة، وكان نوع واحد اسمه (باططسا) وكل سنة بييجي كله لون واحد إما أصفر أو أحمر، فتلاقي كل الناس اصفرّت في سنة واحمرّت في سنة).
وأخذ خالي أحمد يحكي لي العديد من المواقف الطريفة التي كانت تنتج عن اختلاط الملابس عندما يذهب الفلاحون للعمل معًا في أحد الغيطان فيخلعون ملابسهم تحت شجرة، وبعد أن ينتهوا من عملهم تختلط عليهم، ويصبح من الصعب أن يميز كل منهم جلبابه، وكثيرا ما يلبس جلباب غيره. وغالبا لا تكتشف ذلك إلا زوجته في البيت، فهي التي تغسل الجلباب وتمرطه بيديها في الطشت، وتمر على كل سنتيمتر فيه، وتعلم مكان كل موضع مفكوكا كان أو مقطوعا.
رغم ذلك كانت قريتي قد بدأت في وقت مبكر بالنسبة لعموم القرى حولها في استبدال البيوت المبنية بالطوب الأحمر بالبيوت التي من الطوب اللَّبِن، وقد بدأ هذا التغيير في نهاية العهد الملكي، واستمر في الخمسينات والستينات، أما في السبعينات فكانت أغلب البيوت قد تحولت إلى الحجارة، وأصبحت البيوت التي من الطوب النَّيّ -كما كنا نسميها- قليلة، بل نادرة.
لم يكن مسموحا قبل نظام السادات بأن يسافر المصريون من الفلاحين وغيرهم ليشتغلوا عمالا في البتروبلاد، وكان يُرى أن هذا يحطُّ من مكانة مصر وكرامتها، فلم يكن المصريون يسافرون إلى تلك البلاد إلا أطباء أو معلمين مؤدبين ومهذِّبين. لم تكن القرى تعرف ما استحدثه انفتاح السادات من الثراء المفاجئ عن طريق الصفقات والخبطات، والثراء السريع عن طريق السفريات.
كان التحوُّل في بناء البيوت يتم على مراحل، وبالتنامي الذاتي والطبيعي، فانتشرت ثقافة (طَرْف الرِّبَاط) وهو أن يبني أحد الفلاحين بجانب بيته الطيني حجرتين أو أكثر من الطوب الأحمر، ويترك في أحد جوانبه قوالب بارزة وأخرى غير بارزة ليُعَشِّقَ فيها الجدار الذي سيبنيه في المستقبل فلا ينفصل عن المبني القديم، ذلك على أمل أنه سيكمل بجانبها بناء آخر، أو أن يبني بيته ويكون في نيته بناء زريبة بجانبه أو إضافة للبيت، في المستقبل فيطلب من البَنَّاء أن يترك له طرف رباط في جهة أو أكثر من جهة.
إذا تجوَّلْتَ في قريتنا في السبعينات فكثيرا ما ترى طرف الرباط هذا في العديد من بيوتها، وهو يوحي باستمرار الأمل والاجتهاد والتطلع الدائم إلى المستقبل، كان منظر طرف الرباط هذا -على بساطته- يحمل رسالة قوية وبليغة معناها: اجتهد لتكمل طموحك وتحقق أحلامك.
إلا أنيسا أخي لقد رأى في طرف الرباط وسيلة لموضوع مختلف تمامًا. في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، رأى أنيس المَقْعَد الذي يذاكر فيه زميله عثمان مضاءً (والمقعد حجرة تكون مبنية فوق البيت) وكان لتلك الحجرة شباك على الشارع يفصله عن طَرْفِ رِبَاطٍ في الحائط حوالي نصف متر، والشباك مفتوح في ليلة صيفية، وإذا بشيطان أنيس، بل إذا بأحد شياطينه –فلا أظن أنه كان لأنيس أخي شيطانٌ واحدٌ- يُسَوِّل له أن يتسلق طَرْفَ الرِّبَاط ويدخل على عثمان من الشباك الذي في الدور الثاني، وبذلك لا يزعج أحدًا ولا يوقظ أحدَّا في هذا الهدوء (عدَّاه العيب والله). ودون أي حِسٍّ تسلق أنيس طرف الرباط بمهارة عجيبة، ومد يده فتشعلق في الشباك، ثم دخل وعثمان جالس على السرير منكب على كتاب وظهره إلى الشباك وقد أغلق بابه من الداخل، قعد أنيس وراءه تمامًا لا يفصله عنه سوى شبر، كل هذا وعثمان لم يشعر به، كان الصمت رهيبًا، وقد أدرك أنيس أن أية حركة أو نَفَسٍ عالٍ منه قد يرعب عثمان رعبًا عظيمًا، ولكن لم يكن هناك مجال للتراجع، ولا أظن أنيسًا فكر في التراجع أصلا، فليتم الأمر على أفظع وجوهه ويكون ما سيكون... فجأةً خبط أنيس كتفي عثمان بيديه صارخا: (بتعمل إيه يا عثمان...؟).
كل ما يذكره أنيس أن عثمان قفز من مكانه قفزة خبطته في سقف الحجرة، وهو يصرخ صرخة أيقظت كل من في البيت، وبينما هم يهرولون صاعدين إليه على السلم، كان أنيس قد عاد من الشباك إلى طرف الرباط مسرعًا إلى بيتنا.
------------
ولعل للحديث بقية...
يا ضَلَال يا ضَلَال... كان هذا هو تعليق خال والدي (أحمد الرامخ) على كل ما لا يرضيه مما يشاهد أو يسمع من أحوال بعض أهل البلد.
إذا سافرتُ أنا اليوم إلى قريتي فغالبا ستجدني قاعدًا في البراندة، على الكنبة التي في جهتها الشرقية مستندًا إلى سور البراندة، وظهري إلى المندرة خلفي، ففي هذا الموضع تحديدا كنت أقعد منذ حوالي أربعين عامًا ومعي في الموضع ذاته خالي أحمد الرامخ. كل الذي تغير أن الكنبة استُبْدِلَت بالدِّكَّة القديمة، وأقيمت في البراندة أعمدة لم تكن فيها، وتم رفعها حوالي نصف متر.
في أول ثمانينات القرن الماضي خرجت بالشاي لخالي أحمد الرامخ واتخذت مكاني سعيدًا على الدكة بجانبه، فقال وهو يتحسس كوب الشاي:
- (فيه حاجتين لو باردين ما لهومش أي لزمة؛ الشاي والشوربة، قيمتهم إنهم يكونوا سخنين).
- (صح يا خال والله) هكذا قلت.
كان بعض الأطفال يلعبون أسفل البراندة، وإذا بأمٍّ تنادي على طفلة من بينهم (يا سوزااان) كان الاسم مفاجئا وصادما لخالي أحمد، وكانت السيدة سوزان مبارك نجمة مصر الأولى في ذلك الحين، فسألني خالي أحمد باستنكار ودهشة:
- بنت مين سوزان دي؟
- بنت عمِّ إبراهيم عبد السلام.
وكان عمِّ إبراهيم من جيل خالي أحمد ويصغره ببضع سنوات، وكان قد توفيت زوجته فتزوج وهو في سن كبيرة. أكمل خالي أحمد تساؤله: (هو إبراهيم مسمي سوزان؟!).
- (أيوه يا خال. وفيها إيه؟).
- (آه يا ضلال يا ضلال، ما سماش زينب ولا فاطنة ليه؟ والله العظيم لو أنا مكان مبارك لأجيبه وأجلده سبعين جلدة في الجرن عشان يبقى عبرة للبلد كلها... طيب لما أشوفك يا إبراهيم..!!)
غلبني الضحك وأنا أتخيل تلك العقوبة التي قررها خالي أحمد لعمِّ إبراهيم، فلا جُرْمَ يستوجبها مطلقًا، وأنا أقول في نفسي: (يا رب عمِّ إبراهيم ما يعدي دلوقتِ وإلا خالي أحمد حَيِصْطَاده).
مرَّ أحد أهل القرية وكان يحب التوقف أمام خالي أحمد ويناوشه بأي كلام أو هذار ليستمتع بردوده، ففوجئت بخالي أحمد يقول له: (ممكن تقللها نص متر بس لو كتيرة عليك، وبالتدريج تقللها كل مدة شوية).
وفي سرعة ولهفة سأله المسكين: (أقلل إيه؟)
فردَّ خالي أحمد: (خيبتك الكبيرة، دا أنت يا جدع بتبقى ماشي والخيبة محوطاك 3 متر من كل الجهات).
يا لروعة التصوير وإدهاشه، كيف يمتلئ الإنسان بالخيبة، ثم تشعُّ منه وتملأ محيطه على مدى ثلاثة أمتار من جميع الجهات؟! انسحب صاحب الخيبة من أمام خالي أحمد مسرعًا، فالتفت إليَّ وقال لي:
(بلدنا دي زمان كان كل الناس زي بعض، كنت تلاقي الناس في سنة من السنين كلهم اصْفَرُّوا (أصبح لونهم أصفر) وفي السنة اللي بعدها تلاقيهم كلهم احمرُّوا (أصبح لونهم أحمر).
لعل هذا العهد الذي يتحدث عنه خالي أحمد هو دسيا في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، وقد استرعى دهشتي كلامه هذا الأخير، كيف يتلون أهل القرية بلون كل عام؟
- إزاي يا خال الحكاية دي؟
أكمل خالي أحمد: (كان الناس بيلبسوا قماش البطاقة، وكان نوع واحد اسمه (باططسا) وكل سنة بييجي كله لون واحد إما أصفر أو أحمر، فتلاقي كل الناس اصفرّت في سنة واحمرّت في سنة).
وأخذ خالي أحمد يحكي لي العديد من المواقف الطريفة التي كانت تنتج عن اختلاط الملابس عندما يذهب الفلاحون للعمل معًا في أحد الغيطان فيخلعون ملابسهم تحت شجرة، وبعد أن ينتهوا من عملهم تختلط عليهم، ويصبح من الصعب أن يميز كل منهم جلبابه، وكثيرا ما يلبس جلباب غيره. وغالبا لا تكتشف ذلك إلا زوجته في البيت، فهي التي تغسل الجلباب وتمرطه بيديها في الطشت، وتمر على كل سنتيمتر فيه، وتعلم مكان كل موضع مفكوكا كان أو مقطوعا.
رغم ذلك كانت قريتي قد بدأت في وقت مبكر بالنسبة لعموم القرى حولها في استبدال البيوت المبنية بالطوب الأحمر بالبيوت التي من الطوب اللَّبِن، وقد بدأ هذا التغيير في نهاية العهد الملكي، واستمر في الخمسينات والستينات، أما في السبعينات فكانت أغلب البيوت قد تحولت إلى الحجارة، وأصبحت البيوت التي من الطوب النَّيّ -كما كنا نسميها- قليلة، بل نادرة.
لم يكن مسموحا قبل نظام السادات بأن يسافر المصريون من الفلاحين وغيرهم ليشتغلوا عمالا في البتروبلاد، وكان يُرى أن هذا يحطُّ من مكانة مصر وكرامتها، فلم يكن المصريون يسافرون إلى تلك البلاد إلا أطباء أو معلمين مؤدبين ومهذِّبين. لم تكن القرى تعرف ما استحدثه انفتاح السادات من الثراء المفاجئ عن طريق الصفقات والخبطات، والثراء السريع عن طريق السفريات.
كان التحوُّل في بناء البيوت يتم على مراحل، وبالتنامي الذاتي والطبيعي، فانتشرت ثقافة (طَرْف الرِّبَاط) وهو أن يبني أحد الفلاحين بجانب بيته الطيني حجرتين أو أكثر من الطوب الأحمر، ويترك في أحد جوانبه قوالب بارزة وأخرى غير بارزة ليُعَشِّقَ فيها الجدار الذي سيبنيه في المستقبل فلا ينفصل عن المبني القديم، ذلك على أمل أنه سيكمل بجانبها بناء آخر، أو أن يبني بيته ويكون في نيته بناء زريبة بجانبه أو إضافة للبيت، في المستقبل فيطلب من البَنَّاء أن يترك له طرف رباط في جهة أو أكثر من جهة.
إذا تجوَّلْتَ في قريتنا في السبعينات فكثيرا ما ترى طرف الرباط هذا في العديد من بيوتها، وهو يوحي باستمرار الأمل والاجتهاد والتطلع الدائم إلى المستقبل، كان منظر طرف الرباط هذا -على بساطته- يحمل رسالة قوية وبليغة معناها: اجتهد لتكمل طموحك وتحقق أحلامك.
إلا أنيسا أخي لقد رأى في طرف الرباط وسيلة لموضوع مختلف تمامًا. في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، رأى أنيس المَقْعَد الذي يذاكر فيه زميله عثمان مضاءً (والمقعد حجرة تكون مبنية فوق البيت) وكان لتلك الحجرة شباك على الشارع يفصله عن طَرْفِ رِبَاطٍ في الحائط حوالي نصف متر، والشباك مفتوح في ليلة صيفية، وإذا بشيطان أنيس، بل إذا بأحد شياطينه –فلا أظن أنه كان لأنيس أخي شيطانٌ واحدٌ- يُسَوِّل له أن يتسلق طَرْفَ الرِّبَاط ويدخل على عثمان من الشباك الذي في الدور الثاني، وبذلك لا يزعج أحدًا ولا يوقظ أحدَّا في هذا الهدوء (عدَّاه العيب والله). ودون أي حِسٍّ تسلق أنيس طرف الرباط بمهارة عجيبة، ومد يده فتشعلق في الشباك، ثم دخل وعثمان جالس على السرير منكب على كتاب وظهره إلى الشباك وقد أغلق بابه من الداخل، قعد أنيس وراءه تمامًا لا يفصله عنه سوى شبر، كل هذا وعثمان لم يشعر به، كان الصمت رهيبًا، وقد أدرك أنيس أن أية حركة أو نَفَسٍ عالٍ منه قد يرعب عثمان رعبًا عظيمًا، ولكن لم يكن هناك مجال للتراجع، ولا أظن أنيسًا فكر في التراجع أصلا، فليتم الأمر على أفظع وجوهه ويكون ما سيكون... فجأةً خبط أنيس كتفي عثمان بيديه صارخا: (بتعمل إيه يا عثمان...؟).
كل ما يذكره أنيس أن عثمان قفز من مكانه قفزة خبطته في سقف الحجرة، وهو يصرخ صرخة أيقظت كل من في البيت، وبينما هم يهرولون صاعدين إليه على السلم، كان أنيس قد عاد من الشباك إلى طرف الرباط مسرعًا إلى بيتنا.
------------
ولعل للحديث بقية...