يا نفس (الجزء الثانى)
عثمان جمعة يا نفس غرّتك ثياب القابعين سحب الظلال تنتظرين غيث طلولهم التى خضعت لسنن الحياة الكونية الفانية . فمتى تنظرين حولك حول القصور الخالدات والتلال الباقية ظلالها المتساقطة فروعها على أجنحة النور الخالد والكتاب المسطور ونجوم البقاء والخلود . يا نفس ما لك تسارعين نحو الظلام كأنه نور الشموس المضيئة أخدعتك بصيرتك ؟ أم تغفلين حقيقة مطلقة تعتصر حلمك وتقتل طموح عينيك وتخمد نار روحك الباحثة عن الخلود فى بيداء الفناء ورمال الشقاء ونسيم الجفاء .
يا نفس بل رياض الخالدين ونور الحياة الأبدية خير وأبقى للسائرين بهدى النجوم النيرة والمصابيح المحمدية المضيئة لظلمات هذه البيداء القاحلة ألا فالزمى غرسك فوق أجنحة الراكضين قمم الحقيقة المحقة الباقية والجنان العالية والسرر المرفوعة والأكواب الموضوعة والنمارق المصفوفة فحق لك ثواب العاملين وأجر المريدين للحياة الأبدية ألا فالزمى غرسك نحوهم.
يا نفس إنك إن شغلتك أعراض الظلال على البيداء عن حقيقة الحياة الأبدية فستخسرين جموح الفؤاد المتيم بالحياة الراغدة السرمدية الباقية وحق عليك بحور الرمال المحترقة بنار الندم والتباكى بدم قان لا يجيرك منه إلا من ضللتى طريق لقاءه بغية أحلام واهية .
يا نفس أين الراحلون ظلالك المفتون ؟ هل حقت عليهم سنن الحياة ونخرت قواهم لمالك الملكوت ؟ أما تبحثين ببصر الحليم موطنهم ومرقدهم وفناء حياتك السرمدية الواهية بقاؤها وتتخذين بقاءك ذروة آمال الطامحين للنجاة والهروب أدنى بقاع الكون تتقين مهلكة الضالين المضلين . يا نفس ما كان ضرك لو تصرخين صرخة موقن نحو التلال الموردة بالأحلام الشاقة وتتخلصين من جموح الأنفة والكبرياء والغرور بغية الجنوح نحو مواطن الحق السامية ومراقد الأنوار القدسية . بلى يا نفس ذهبت جموح الأولين السابقين سدى واستوطنت أحلامهم سفح أرضين مظلمة مقفهرة واستيقظت أوهامهم على وقع عذاب مستعر واستشربت بماء الغفلة ماء يشوى الوجوه واستبدلت حياة المطيعين الزاهدين ظلال الحياة الراحلة حياة الطموح القاسى والأحلام المضلة والتلال المبهرة ذهبت رياح أحلامهم سفح التراب واستوحشوا ظلمة الليل الكئيب وكربة القبر الرهيب . بلى يا نفس كفاك طغيانا على أسفار الحقيقة وأنوار السليقة الفطرية فكل مسالك الكون أشارت بسنتها بصدق مآلات أحلام الطامحين إلى ذروة المجد الزائف والعطر الراكد والورد الذابل والعمر الداحر ألا وقد استقام المنسم واستنار المعلم واستوثق القدر واستـُيْقِنَت مواضع الخطر واستفحلت القدم مغرز الصدق واستوطنت الرحال موطن الحق واستوضح الليل نور الشموس الساطعة . ألا يا نفس قد آن المآب واستوثقت طريق السائرين على الدرب القويم واستجمعت فتات ضميرك الصافى الذى ما شَابَهُ حلم مضل أو جموح الجامحين نحو السحاب الواهية .
فاحذرى يا نفس جموح أحلامك المتطايرة عنان السماء أن تفقدك رقابة الأنوار الربانية والأحكام القدسية وتستغفل جوانحك عن سنن الحياة الكونية التى تشهد عليها جموع السائرين بزوال جموحهم الطاغى جموح ذرات الرياحين فى أفلاك الفضاء البهيم . يا نفس ليس بمقدور جموحك الطاغى أن يستعلى علو السنن الربانية ولن يبلغ ما تشطح به أحلامك الحافلة بالأوهام وسيل التوهم . يا نفس ألا إن ذرات الرياح فى أفلاك كونك المفتون شاهدة على زيف وجودها إلا بروضك الزائف القاطن فى بطون آمالك الواهية وإلا تعيش بين أيديك لا تحتاج جموحك نحو التوهم والتفكر بين الظلال الوردية الزائفة والأحلام المصطنعة المضلة . أيتها النفس الجانحة نحو مدارج الراحلين لم تشبثت بأدراج أحلامك وجحدت سنن الحياة بجموحك الزائف تستشعرين جهلا أبدية كونك المفتون . يا نفس وداعنا صاحب الأنوار القدسية والجنة الأبدية لشاهد صدق علي زور أحلامك الجانحة نحو البقاء الأبدى بين أعراض الظلال والورود على بيداء الفناء ودار الشقاء .
فما أبعد هواك عن الحقيقة الكونية والسنن الربانية فما بقاؤك المفتون أولى من بقاء الصادق المصدوق ألا فاحذرى سطو التكبر والغرور . يا نفس تأملى خطوات السابقين واستوثقى عرى الحق المذللة إليك ما لم يخادعك جموحك الجارف وغفلتك المضلة وسطو التكبر والخيلاء طموح عينيك .
اا مذكرات الشاعر العربى اا
فى جميع فروع اللغة العربية
للمرحلة الابتدائية والإعدادية
عثمان جمعة يا نفس غرّتك ثياب القابعين سحب الظلال تنتظرين غيث طلولهم التى خضعت لسنن الحياة الكونية الفانية . فمتى تنظرين حولك حول القصور الخالدات والتلال الباقية ظلالها المتساقطة فروعها على أجنحة النور الخالد والكتاب المسطور ونجوم البقاء والخلود . يا نفس ما لك تسارعين نحو الظلام كأنه نور الشموس المضيئة أخدعتك بصيرتك ؟ أم تغفلين حقيقة مطلقة تعتصر حلمك وتقتل طموح عينيك وتخمد نار روحك الباحثة عن الخلود فى بيداء الفناء ورمال الشقاء ونسيم الجفاء .
يا نفس بل رياض الخالدين ونور الحياة الأبدية خير وأبقى للسائرين بهدى النجوم النيرة والمصابيح المحمدية المضيئة لظلمات هذه البيداء القاحلة ألا فالزمى غرسك فوق أجنحة الراكضين قمم الحقيقة المحقة الباقية والجنان العالية والسرر المرفوعة والأكواب الموضوعة والنمارق المصفوفة فحق لك ثواب العاملين وأجر المريدين للحياة الأبدية ألا فالزمى غرسك نحوهم.
يا نفس إنك إن شغلتك أعراض الظلال على البيداء عن حقيقة الحياة الأبدية فستخسرين جموح الفؤاد المتيم بالحياة الراغدة السرمدية الباقية وحق عليك بحور الرمال المحترقة بنار الندم والتباكى بدم قان لا يجيرك منه إلا من ضللتى طريق لقاءه بغية أحلام واهية .
يا نفس أين الراحلون ظلالك المفتون ؟ هل حقت عليهم سنن الحياة ونخرت قواهم لمالك الملكوت ؟ أما تبحثين ببصر الحليم موطنهم ومرقدهم وفناء حياتك السرمدية الواهية بقاؤها وتتخذين بقاءك ذروة آمال الطامحين للنجاة والهروب أدنى بقاع الكون تتقين مهلكة الضالين المضلين . يا نفس ما كان ضرك لو تصرخين صرخة موقن نحو التلال الموردة بالأحلام الشاقة وتتخلصين من جموح الأنفة والكبرياء والغرور بغية الجنوح نحو مواطن الحق السامية ومراقد الأنوار القدسية . بلى يا نفس ذهبت جموح الأولين السابقين سدى واستوطنت أحلامهم سفح أرضين مظلمة مقفهرة واستيقظت أوهامهم على وقع عذاب مستعر واستشربت بماء الغفلة ماء يشوى الوجوه واستبدلت حياة المطيعين الزاهدين ظلال الحياة الراحلة حياة الطموح القاسى والأحلام المضلة والتلال المبهرة ذهبت رياح أحلامهم سفح التراب واستوحشوا ظلمة الليل الكئيب وكربة القبر الرهيب . بلى يا نفس كفاك طغيانا على أسفار الحقيقة وأنوار السليقة الفطرية فكل مسالك الكون أشارت بسنتها بصدق مآلات أحلام الطامحين إلى ذروة المجد الزائف والعطر الراكد والورد الذابل والعمر الداحر ألا وقد استقام المنسم واستنار المعلم واستوثق القدر واستـُيْقِنَت مواضع الخطر واستفحلت القدم مغرز الصدق واستوطنت الرحال موطن الحق واستوضح الليل نور الشموس الساطعة . ألا يا نفس قد آن المآب واستوثقت طريق السائرين على الدرب القويم واستجمعت فتات ضميرك الصافى الذى ما شَابَهُ حلم مضل أو جموح الجامحين نحو السحاب الواهية .
فاحذرى يا نفس جموح أحلامك المتطايرة عنان السماء أن تفقدك رقابة الأنوار الربانية والأحكام القدسية وتستغفل جوانحك عن سنن الحياة الكونية التى تشهد عليها جموع السائرين بزوال جموحهم الطاغى جموح ذرات الرياحين فى أفلاك الفضاء البهيم . يا نفس ليس بمقدور جموحك الطاغى أن يستعلى علو السنن الربانية ولن يبلغ ما تشطح به أحلامك الحافلة بالأوهام وسيل التوهم . يا نفس ألا إن ذرات الرياح فى أفلاك كونك المفتون شاهدة على زيف وجودها إلا بروضك الزائف القاطن فى بطون آمالك الواهية وإلا تعيش بين أيديك لا تحتاج جموحك نحو التوهم والتفكر بين الظلال الوردية الزائفة والأحلام المصطنعة المضلة . أيتها النفس الجانحة نحو مدارج الراحلين لم تشبثت بأدراج أحلامك وجحدت سنن الحياة بجموحك الزائف تستشعرين جهلا أبدية كونك المفتون . يا نفس وداعنا صاحب الأنوار القدسية والجنة الأبدية لشاهد صدق علي زور أحلامك الجانحة نحو البقاء الأبدى بين أعراض الظلال والورود على بيداء الفناء ودار الشقاء .
فما أبعد هواك عن الحقيقة الكونية والسنن الربانية فما بقاؤك المفتون أولى من بقاء الصادق المصدوق ألا فاحذرى سطو التكبر والغرور . يا نفس تأملى خطوات السابقين واستوثقى عرى الحق المذللة إليك ما لم يخادعك جموحك الجارف وغفلتك المضلة وسطو التكبر والخيلاء طموح عينيك .
اا مذكرات الشاعر العربى اا
فى جميع فروع اللغة العربية
للمرحلة الابتدائية والإعدادية
