خزانة الأديب :
بقلم الدكتور محمدعلى صالحين
☆ هذه اللوحة البديعة للفنان الموهوب المحترف/ خالد عبد الراضي: تم تشكيلها منذُ سنوات طويلة فى الثمانينيات، وهي صورة حقيقية، التقطتها عين الفنان المبدع في قرية دماريس؛ الواقعة شمالي مدينة المنيا، على الشاطيء الغربي لنهر النيل العظيم.
☆ تم تنفيذ اللوحة بخامات الزيت، على قماش مقاس 80× 70 سم تقريبًا.
☆ مفردات اللوحة: طفله قروية صغيرة جميلة، بجلبابها البسيط المزركش، تقف على استحياء في فناء البيوت الريفية الجميلة مع رقة حالها، المتجاورة في التحام حانٍ، يحافظ على عاطفة الجوار، ولا يخدش الخصوصية، وأبواب البيوت كقلوب سكانها الطيبين: مفتوحة، ترحب بالأهل، والأصهار والجيران والمعارف، بل بالغرباء كذلك، وبأبناء السبيل العابرين، والسائلين من غير إلحاف ولا إثقال، كأنها تنعى إلينا بيوت المدن، وشققها؛ حيث الغربة في الوطن، والوحشة بين البشر!
☆ ومساقط الشمس على الجدران، وفي الفَسَحة البراح بين البيوت: تأخد أبصارََنا دهشةً؛ بحضورها الغائب قرصها، وغيابها الحاضر سلاسل ذهبها؛ لتنبأنا عن كمّ الحرمان المعنوي والمادي؛ الذي نعانيه في مدننا المسخ!
☆ أما الشجرة الخضراء العتيقة (غالبًا شجرة الفيكس) فهي عنوان البيئة الصحية الجميلة، ورمز التجذر البشري في الأرض الطيبة، وشعار الصدقة الجارية، وملمح من ملامح المنتدى الريفي المسائي؛ حيث اللمة المرحة الشفيفة الرفيفة؛ أو الاجتماع الرسمي؛ بجديته وهيبته وطيبة أهله من غير مراسيم روتينية سخيفة، ولا نفقات باهظة مرهقة، ولا مناصب وكراسي زائفة، ولا تمثيليات انتخابات هابطة.
☆ إن عين الفنان المبدع المفطور، وأنامله الذهبية النادرة، وربشته الانسيابية الإنسانية، وكلها ثمرة نفسه الصافية، وعقله المتوقد، وقلبه المتصوف: لتأخذ على متذوقي الفن الأصيل أقطار الأنفس، وحبات الأعين، وشغاف القلوب، كما تأخذ على أرباب الفكر معاقد العقول، وسياحة الأرواح.
تكملة الحديث عن الفنان التشكيلي ستتابعونه تباعا على هذا الرابط إن شاء الله
- اضغط هنا لمتابعة ( الفنان التشكيلي خالد عبد الراضي) اضغط هنا
- لمتابعة كتابات الأستاذ الدكتور محمد علي صالحين اضغط هنا
الأستاذ الدكتور محمد علي صالحين
أستاذ مساعد سابق لدى كلية دار العلوم جامعة المنيا