خزانة الأديب :
(وقفات سلوكية في شهر رمضان المبارك ) الشيخ وائل عبد المطلب : كلنا متعبون .
إن الناظر في واقع الناس اليوم يجد بعض المظاهر التي تدل على ضعف التكاتف والتكافل فيما بيننا وإنكفائنا على ذواتنا وعدم الالتفات إلى المنكوبين والمحتاجين والمرضى والمعسرين صحيح أننا كلنا منهكون وكلنا متعبون وكلنا لدينا التزامات ومسئوليات لكن لابد مع هذا كله من التكاتف والتكافل فإغاثة الملهوف وإنعاش المكروب وإعانة أهل الحاجات وظيفة كل مسلم، يبذل فيها ما يستطيع، وليس ذلك خاصًا بالأغنياء وحدهم؛ فالمسلم يحسن إلى أخيه بما يستطيعه، ولو بالكلمة الطيبة وهي من قبيل شكر الله تعالى على نعمه، وبالشكر تدوم النعم فمن كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، فإن قام بما يجب لله فيها عرضها للدوام والبقاء، وإن لم يقم فيها بما يجب الله عرضها للزوال فنعوذ بالله من زوال نعمه، وتحول عافيته.
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على إغاثة الملهوف وإعانة المحتاج ونصرة المظلوم ومساعدة المنكوبين وتضميد جراح المكلومين وجعل ذلك صدقة من الصدقات للمسلم أجرها وبرها فكل معروف يبذله المسلم للناس فهو صدقة
فعَنْ أَبِي ذر-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ أَيْنَ أَتَصَدَّقُ وَلَيْسَ لَنَا أَمْوَالٌ؟ قَالَ: "لِأَنَّ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ التَّكْبِيرَ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وَتَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَعْزِلُ الشَّوْكَةَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ وَالْعَظْمَ وَالْحَجَرَ، وَتَهْدِي الْأَعْمَى، وَتُسْمِعُ الْأَصَمَّ وَالْأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ، وَتُدِلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ.. الحديث " رواه أحمد.
وما أسعد من اصطفاه الله لمنفعة الناس وقضاء حوائجهم ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم وما أهنئه يوم القيامة حيث تكفل الله لمن فرج كربة المكروب وأغاث الملهوف أن يفرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ” رواه مسلم.
----------------------------------------------------
(وقفات سلوكية في شهر رمضان المبارك ) الشيخ وائل عبد المطلب : كلنا متعبون .