استراحة_لغوية: في قول الله: ﴿ما عِندَكُم يَنفَدُ وَما عِندَ اللَّهِ باقٍ ﴾

استراحة_لغوية: في قول الله: ﴿ما عِندَكُم يَنفَدُ وَما عِندَ اللَّهِ باقٍ ﴾ استراحة_لغوية: في قول الله: ﴿ما عِندَكُم يَنفَدُ وَما عِندَ اللَّهِ باقٍ ﴾
د.أحمد درويش



خزانة الأديب

قرأها الشيخ في الصلاة ، فتطاوحت بي قريحتي اللغوية ، فظللت أفكر فيها طوال الوقت ...
فعندما نرمق سماء القرآن نشعر ساعتها أنه يريد أن يرسل للبشر رسالة من خلال جملة قصيرة ، لكنها معبرة أشد التعبير لمن ألقى السمع وهو شهيد ...
فمن معلومات اللغة أن التعبير بالفعل أقل ثبوتا من التعبير بالاسم ، وهذي رسالة للبشر ...
( ما عندكم ينفد ) ، جاء بالفعل للدلالة على سرعة انتهائه مهما وصل المرء من نعيم ، هو في الأخير ( ينفد ) ينتهي ... يزول ... يفنى ... يهلك ... ، وبضدها تتميز الأشياء ، فلم يقل الحق ( وما عند الله يبقى) ، لا ( باق) ، ثابت لا يتزحزح ولا ينتهي ، وهذا بدوره يقوي العزائم على الوفاء بتكاليف الصبر ، ذلك أن النفس تتشوف دوما إلى معرفة الجزاء ، فإذا أيقنت أن نعيم الله باق لا يزول، اشتد عزمها، وقويت شوكتها في العمل لله لا للبشر ...
أي لغة هذي تلك التي توصل رسالة من خلال استكناه دلالة فعل ( ينفد) ، ودلالة اسم ( باق) ...؟!
_______________

بقلم الدكتور أحمد محمود درويش 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

Smartwatch

Random Products