
مَنْ شَاءَ اللهُ بِهِ خَيْـرًا
أكرَمَـهُ بِخَيْرٍ فِي الدِّينِ
فَأتَى الإيمانَ عَلَى ثِقَةٍ
أسْلَمَ في صِدْقٍ ويقينِ
---
وَأبُو الدَّرْدَاءِ لَهُ قِصَّةْ
نَذْكُرُهَا مِنْ أجْلِ العِبْرَةْ
قَدْ كَانَ لَهُ صَنَمٌ يَوْمًا
يَعْبـُدُهُ وَيُعَظِّـمُ قَدْرَهْ
وَيَظُنُّ الصَّنَمَ سَيَحْفَظُهُ
مِنْ شَرٍّ أَوْ يَجْلُبُ خَيْرَهْ
فَأَتَاهُ صَدِيقٌ حَطَّمَـهُ
وَتَنَاثَرَ حَوْلَهُ فِي الحُجْرَةْ
وَأَبُو الدَّرْدَاءِ يُلَمْلِمُهُ
ويقولُ: أليستْ لكَ قُدْرَةْ؟!
---
فَأجَـابَتْ أُمُّ الـدَّرْدَاءْ
بِرَجَـاحَةِ عَقْلٍ وَذَكَاءْ
لَوْ كَانَ بِـهِ خَيْرٌ يَوْمًـا
لَأَزَاحَ عَنِ النَّفْسِ بَلَاءْ
لَكِنَّـهُ لَا يَنْطِقُ حَرْفًا
أَوْ يَسْـمَعُ لِلْحَيِّ نِدَاءْ
فَتَعَجَّبَ مِنْ عُمْرٍ وَلَّى
ضَيَّـعَهُ فِي الكُفْرِ هَبَاءْ
وَأشَارَ لِزَوْجَتِـهِ تَـوًّا
فَانْطَلَقَتْ كَيْ تُحْضِرَ مَاءْ
---
اغْتَسَلَ مِنَ الكُفْرِ لِيَسْعَى
لِرَسُـولِ اللهِ يُؤَيـِّدُهُ
أصبَحَ مِنْ خَيْرِ صَحَابَتِهِ
ويُحِـبُّ اللهَ ويَعْبـُدُهُ
يَسْمَعُ مِنْ أحْمَدَ في صَمْتٍ
لَكِنَّ القَـلْبَ يُـرَدِّدُهُ
كَمْ نَقَلَ حَدِيثًا لِلْهَادِي
يَهْدِي الْحَيْرَانَ ويُرْشِدُهُ
فَأَبُو الدَّرْدَاءِ لَهُ فَضْـلٌ
هَيْهَاتَ المؤمِنُ يَجْحَدُهُ