( خزانة الأديب) الشاعر الدكتور إيهاب عبد السلام : مما كتبت عن للأطفال ( مدينة الطيور )
هَيَّا بِنَا نَزُورمَدِينَةَ الطُّيُورْمَدِينَةُ الطُّيُوركَعَالَمٍ صَغِيرْ---أرادَتِ الطُّيُورأنْ يَجْعَلُوا أمِيرالِيَحْسِمَ الأمُورأوْ حَاكِمًا قَدِيرا---فَأقْبَلَ الطَّاوُوسُفِي زِينَةِ العَرُوسْيَقُولُ: يَا طُيُورُأنَا لَكُمْ رَئِيسْبِرِيشِيَ الجْمِيلِولَوْنِيَ النَّفِيسْ---رآهُ دِيكٌ هَاجَوَكسَّر الزُّجَاجَوَجَمَّعَ الدَّجَاجَفأقْبَلَتْ أفْوَاجَاتَقُولُ للطَّاوُوسْإنَّ لَنَا احْتِجَاجَا---وَصَاحَتِ الإوَزُّقَالَتْ أَنَا الأَعَزُّفَلْتُجْمِعُوا عَلَيَّأنَا لِكَيْ تَعِزُّواوَتَسْعَدُوا بِعَهْدِيوَعَيْشُكُمْ يَلَذّ---وَأقْبَلَ الغُرَابْيَصِيحُ بِالعقَابْوانْهَالَ في الطُّيُوربِالشَّتْمِ وَالسِّبَابْقَالَ أنَا وَإِلاجَعَلْتُهَا خَرَابْ---وَأقْبَلَ الْهُدهُدبِتَاجِه يُهَدِّديَقُولُ لَيْس غَيْرِيأنَا الأمِيرُ الأَوحَدفَفَوْقَ رَأسِي تَاجٌوَمَنْ لَهُ لا يَشْهَد---وَجَاءَت النُّسُورْوَرَاءَهَا الصُّقُورْوَأعْلَنُوا القِتَالْفَسَاءَتِ الأحْوَالْوَهَاجَتِ الْمَدِينَةْفَضَاعَتِ السَّكِينَةْ---وَغَرَّدَ الْحَمَامْفَأوْقَفُوا الكَلامْوَقَال يَا طُيُورْكُفُّوا عَنِ الْخِصَامْإنِّي مَدَى الدُّهُورْأدْعُو إلَى السَّلامْ---لَمْ تَسْمَعِ الطُّيُورْنَصِيحَةَ الْحَمَامْفَجَهَّزُوا السُّيُوفْوَرَكَّبُوا السِّهَامْوَنَظَّمُوا الصُّفُوفْللْحَرْبِ وَالْخِصَامْ---وَعَاشَتِ الطُّيُورْفِي ذَلِكَ الدَّمَارْحَتَّى عَلا الصِّيَاحْوغَابَتِ الأنْوَارْوالثَّعْلَبُ المَكَّارْيُتَابِعُ الأخْبارْ---فَجَمَّعَ الثَّعَالِبْوأنْشَبُوا الْمَخَالِبْوَهَاجَمُوا الْمَدِينَةْمِنْ مُعْظَمِ الْجَوَانِبْومَزَّقُوا الطُّيُورْلَمْ يَنْجُ غَيْرُ هَارِبْ---وهَكَذَا الصِّرَاعْيَعُودُ بِالضَّيَاعْلِكُلِّ مَنْ يُرِيدُالْحَرْبَ والنِّزَاعْ---لَوْ نَتْرُكُ الْخِلافوَنَجْمَعُ الأيَادِىعدُوُّنا يخَافمِنْ قُوَّةِ البِلادِ