د صلاح سرور يكتب :
من نفائس مقالات ا.د. خالد فهمي في مجلة الأزهر
المداخل اللغوية لإعجاز القرآن الكريم
أ.د. خالد فهمی
كلية الآداب / جامعة المنوفية
ملخص للمقال:
«القرآن معجزة لغوية» باعتبار المخاطبين به أول الأمر، وباعتبار قرينة المقام بالنظر إلى حال من نزل فيهم، التي تشهد لأهل العربية زمان التنزيل بعلو الكعب في مضمار البيان اللغوي .
وقراءة الأدبيات المعاصرة صالحة في أن «الإعجاز اللغوي» لم يغب أبدا باعتباره أساسا وركيزة لدارسي قضية الإعجاز، أدرك حقيقة ذلك أكابر العلماء المعاصرين في المجال اللساني وغيره، الذين رصدوا في تتبع وتأريخ دقيق لمسألة الإعجاز
١- منهم الدكتور محمد عبد الله دراز حيث جعل عمود الصورة في النظر إلى النص القرآني أنه: «معجزة لغوية» في كتابه النبأ العظيم، نظرات جديدة في القرآن.
٢- الأستاذ محمود محمد شاكر، رحمه الله، فحص حقيقة الإعجـاز القرآني في كتابه مداخل إعجاز القرآن : وأنه ثبت وصح أن في تلاوة قليل القـرآن وكثيره الدليل الذي يـطـالـب العربـي بأن يقطع بأن هـذا الكلام مفارق لجنس كلام البشـر ، وذلك من وجه واحد هو وجه البيان والنظم (وهو المدخل اللغوى للإعجاز).
فالذي طولب به العرب ، هو أن يستبينوا في نظم القرآن و بیانه انفكاكه من نظم البشر وبيانهم من وجه يحسم بأنه کلام رب العالمين
وهاهنا معنى زائد فإنهم إذا أقروا أنه كلام رب العالمين بهذا الدليل كانـوا مطالبيـن بأن يؤمنوا بـأن ما جاء في القرآن الكريم من أخبار الأمم السالفة ومن إنباء الغيب ومن دقائق التشـريع ومن عجائب الدلالات ما لم يعرفه البشر من أسرار الكون إلا بعد القرون المتطاولة من تنزيله، هو كله حق لا ريب فيـه . . . وإذن فإقرارهم من وجه النظم و البيان (الإعجاز اللغوي) أن هذا القرآن كلام رب العالميـن دليل يطالبهـم بالإقرار بصحة ما جاء فيه من كل ذلك
٣- الدكتور تمام حسان رحمه الله، يرى في كتابيه (البيان في روائع القـرآن) و(خواطر من تأمل لغـة القـرآن) أن كل تحليل لسانى لغوى وأسلوبي للنص العزيز قاضية وإن لـم نـقصـد إلـى الـكـشـف عـن بـعـض وجوه الإعجـاز القرآني ...
٤- الدكتور عبد الصبور شاهين، رحمه الله، یری في كتابه تاريـخ القرآن ، أن القرآن يضع اللغـة العربية أو اللسـان العربي في موقف لم تعرفه لغة من لغات البشـر على كثرتها، وأنـا إذا أردنـا إن نفهـم الإعجـاز القرآني حقا فيجب أن ننظر في النواة التي تتكون منهـا اللغة المعبرة ؛ أي : يجب أن ننظر في الكلمة القرآنية، و ما تتميز به من خصائص ليست لغيرها...
٥- الإمـام مـحـمـد أبـو زهـرة يقرر في كتابه الفـذ المعجزة الكبـرى أن أول مـا ينبغـى أن يتصـدر قائـمـة التصنيفـات والتقسيمات المتعلقة بإعجـاز الذكر الحكيم هو ما يتعلق بالمنهاج البياني .
✓ وإذا كان شاكر وتمام حسان وعبدالصبور شاهين ينتمون للمجال اللساني بالمفهوم الدقيـق فـإن دراز وأبـا زهـرة لا يمكـن إدراجهما في علماء اللسانيات بحال ،
وهو الأمـر الذي ينبغي أن يفهم من أهمية تلاقى العلمـاء جميعا علـى اختـلاف انتماءاتهم المعرفيـة حـول حقيقـة المـدخـل اللغوى بإعجاز الكتاب الكريم .
فلا يصـح بـحـال - مع جميع ما سبق - تقديـم مداخـل إعجازيـة أخرى علي المداخل اللغوية لإعجاز القرآن الكريم، التي يجمعها رحم واحـد مـن عـلـوم اللسـان وهي البلاغة القديمة والجديدة معا والدراسـة الصـوتيـة والصرفيـة والتركيبية والمعجميـة والدلالية مضمـومـا إليها في مقـام أخيـر وحديـث منجـزات الحجاج الذي يسعى لهدم المنطلقات المخاصمة لمبادئه وأصوله
ويوشك أن يكون غياب قضية الإعجاز اللغوي أو زحزحتها عن مكان الصدارة أن يستهدف تقديم ما هو تابع وتغييب ما هو أصل، لا يصح أن يغيب.
وللحديث بقية
فقد ذكر فضيلته نماذج تطبيقية على ما تقدم، يسر الله لي تلخيصها
راجع
المقال المذكور في مجلة الأزهر عدد شعبان ١٤٣٤ هـ يونيه يوليه ۲۰۱۳ م، صص ١٦٨٤- ١٦٨٩،