دردشة لغوية (٣)
الإعراب والمعنى :
إعراب كلمة ( يوم) :
في إحدى المحاضرات سألت الطلاب عن إعراب كلمة ( يوم) في قوله عز شأنه :
"وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر".
فإذا بهم جميعا - وبدون أي تردد أو تريث -
يجيبون :
ظرف زمان منصوب بالفتحة.
فقلت لهم:
إذن يترتب على إعرابكم هذا أن يكون معنى الآية :
( يامحمد لا تنذر الناس إلا في يوم الحسرة وهو يوم القيامة)
فهل هذا هو المعنى المقصود فعلا من الآية؟
فأجابوا جميعا: لا.
فقلت لهم :
كلمة ( يوم) لا تعرب ظرف زمان إلا إذا تضمنت معنى حرف الجر (في) ؛ لأن ظرف الزمان هو الوعاء الزمني لوقوع الفعل أو الحدث .
كما في قولنا مثلا : ( الصوم يوم الخميس)
فمعناه: الصوم في يوم الخميس.
وكما في قوله سبحانه: ( اليوم أكملت لكم دينكم).
وقوله: ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت).
وقوله: ( لا ظلم اليوم).
أي: في هذا اليوم.
فإذا لم يتضمن اليوم معنى ( في) وجب إعرابه على حسب موقعه في الجملة.
فقد يقع مبتدأ أو خبرا.
كما في قولنا: ( يوم الجمعة يوم مبارك)
فيوم الأولى مبتدأ والثانية خبر.
وقوله تعالى: ( ذلك اليوم الحق)
فاليوم هنا خبر مرفوع لاسم الإشارة ( ذلك).
وكذلك قوله: ( ذلك يوم مجموع له الناس).
وقد يقع مضافا إليه مجرورا، كما في قوله تعالى:
(مالك يوم الدين) ، وقوله: ( ومن خزي يومئذ).
وقد يقع مفعولا به، كما في قوله تعالى :
( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم).
فيوم هنا مفعول به لفعل محذوف، تقديره :
اذكروا يوم حنين.
وقد يقع مفعولا ثانيا كما في الآية الكريمة التي
معنا ( وأنذرهم يوم الحسرة).
لأن المعنى: حذرهم يامحمد يوم الحسرة..
والأصل: أنذرهم عذاب يوم الحسرة.
فحذف المضاف ( عذاب) ، وأقيم المضاف إليه
مقامه، فاحتل موقعه الإعرابي ، وهو موقع المفعول الثاني للفعل (أنذر).
ولذلك يجب علينا التريث كثيرا عند الإعراب، وبخاصة إعراب الآيات القرآنية، لأن فساد الإعراب يترتب عليه إفساد المعنى.
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير.
===========
خزانة الأديب
الدكتور مفرح سعفان
جامعة المنوفية
الإعراب والمعنى :
إعراب كلمة ( يوم) :
في إحدى المحاضرات سألت الطلاب عن إعراب كلمة ( يوم) في قوله عز شأنه :
"وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر".
فإذا بهم جميعا - وبدون أي تردد أو تريث -
يجيبون :
ظرف زمان منصوب بالفتحة.
فقلت لهم:
إذن يترتب على إعرابكم هذا أن يكون معنى الآية :
( يامحمد لا تنذر الناس إلا في يوم الحسرة وهو يوم القيامة)
فهل هذا هو المعنى المقصود فعلا من الآية؟
فأجابوا جميعا: لا.
فقلت لهم :
كلمة ( يوم) لا تعرب ظرف زمان إلا إذا تضمنت معنى حرف الجر (في) ؛ لأن ظرف الزمان هو الوعاء الزمني لوقوع الفعل أو الحدث .
كما في قولنا مثلا : ( الصوم يوم الخميس)
فمعناه: الصوم في يوم الخميس.
وكما في قوله سبحانه: ( اليوم أكملت لكم دينكم).
وقوله: ( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت).
وقوله: ( لا ظلم اليوم).
أي: في هذا اليوم.
فإذا لم يتضمن اليوم معنى ( في) وجب إعرابه على حسب موقعه في الجملة.
فقد يقع مبتدأ أو خبرا.
كما في قولنا: ( يوم الجمعة يوم مبارك)
فيوم الأولى مبتدأ والثانية خبر.
وقوله تعالى: ( ذلك اليوم الحق)
فاليوم هنا خبر مرفوع لاسم الإشارة ( ذلك).
وكذلك قوله: ( ذلك يوم مجموع له الناس).
وقد يقع مضافا إليه مجرورا، كما في قوله تعالى:
(مالك يوم الدين) ، وقوله: ( ومن خزي يومئذ).
وقد يقع مفعولا به، كما في قوله تعالى :
( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم).
فيوم هنا مفعول به لفعل محذوف، تقديره :
اذكروا يوم حنين.
وقد يقع مفعولا ثانيا كما في الآية الكريمة التي
معنا ( وأنذرهم يوم الحسرة).
لأن المعنى: حذرهم يامحمد يوم الحسرة..
والأصل: أنذرهم عذاب يوم الحسرة.
فحذف المضاف ( عذاب) ، وأقيم المضاف إليه
مقامه، فاحتل موقعه الإعرابي ، وهو موقع المفعول الثاني للفعل (أنذر).
ولذلك يجب علينا التريث كثيرا عند الإعراب، وبخاصة إعراب الآيات القرآنية، لأن فساد الإعراب يترتب عليه إفساد المعنى.
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير.
===========
خزانة الأديب
الدكتور مفرح سعفان
جامعة المنوفية