الأستاذ عثمان جمعة
الهجرة الهجرة ؛ فما بعدها كانت الألوية تكتمل والراية تعد والشجرة الطيبة تجود بأحسن ثمرها ، النفوس تشبعت بالإيمان الكامل ، والقلوب نزعت الجاهلية ، والأجساد تشيد بناؤها ، وتدفقت العطايا الربانية لما تدفقت في القلوب التضحيات بالنفس والمال في سبيل رفعة ها الدين .
الهجرة منحة للذين آمنوا بالتصديق القلبي والعملي ؛ فما لبثت شعلة الإسلام تبدو في الوجود حتي تحلقوا حولها ولاقوا ما لاقوه من صدود وعذابات المكذبين والمعاندين
إنهم لما سمعوا قولة (لا إله إلا الله) وعوا أمرها وأدركوا حقيقتها الكاملة وأذعنوا إذعانا وانقادوا لها بالتطبيق قولا وعملا ؛ فلا قرار إلا بوحي ولا عمل إلا بهدي .
إنهم دفعوا ضريبة النور الذي احتاجوه في مواجهة بشريتهم المظلمة في أفكارها ومعتقداتها الفاسدة الرائجة .
إنهم بحاجة إلي الخلاص من عبادة الحجر والبشر إلي عبادة خالق الكون كله فحملوا الأمانة الثقيلة وتعاهدوا وبايعوا هذا الدين على نصرته ورفعته .
وعندما اشتد البلاء على العباد الطاهرين المصطفين أرخت لنا كتب التاريخ ثباتهم القلبي والجسدي وأنهم استنفدوا طاقتهم البشرية ؛ فأذن الله لهم بالبشرى والانطلاق نحو آفاق جديدة ونفحات سعيدة .
الهجرة بشرى واستكمال للاختبارات العملية للصفوف الأولى التي ستحمل الراية العظمى في تاريخ هذه البشرية . واصطفاء الله وقدره الذي هيأ للبشرية ألوية الفتوحات الربانية.
إنهم تركوا ديارهم بروح وضاءة وقلب مقدام ولم تكن هجرتهم خطى على الأقدام أو سفرا على الأنعام ، لم تكن غايتهم زيادة في المال والجاه وأيا من ملذات الدنيا .
لا حاجة لي ـ ولك أيها القارئ العزيز ـ أن أسرد قصص التضحيات والعذابات التي جرت أثناء الرحلة وما قبلها ؛ فقد قيل فيها ما قيل من تجليات ربانية للصفوة المختارة .
الهجرة الهجرة ؛ فما بعدها كانت الألوية تكتمل والراية تعد والشجرة الطيبة تجود بأحسن ثمرها ، النفوس تشبعت بالإيمان الكامل ، والقلوب نزعت الجاهلية ، والأجساد تشيد بناؤها ، وتدفقت العطايا الربانية لما تدفقت في القلوب التضحيات بالنفس والمال في سبيل رفعة ها الدين .
الهجرة منحة للذين آمنوا بالتصديق القلبي والعملي ؛ فما لبثت شعلة الإسلام تبدو في الوجود حتي تحلقوا حولها ولاقوا ما لاقوه من صدود وعذابات المكذبين والمعاندين
إنهم لما سمعوا قولة (لا إله إلا الله) وعوا أمرها وأدركوا حقيقتها الكاملة وأذعنوا إذعانا وانقادوا لها بالتطبيق قولا وعملا ؛ فلا قرار إلا بوحي ولا عمل إلا بهدي .
إنهم دفعوا ضريبة النور الذي احتاجوه في مواجهة بشريتهم المظلمة في أفكارها ومعتقداتها الفاسدة الرائجة .
إنهم بحاجة إلي الخلاص من عبادة الحجر والبشر إلي عبادة خالق الكون كله فحملوا الأمانة الثقيلة وتعاهدوا وبايعوا هذا الدين على نصرته ورفعته .
وعندما اشتد البلاء على العباد الطاهرين المصطفين أرخت لنا كتب التاريخ ثباتهم القلبي والجسدي وأنهم استنفدوا طاقتهم البشرية ؛ فأذن الله لهم بالبشرى والانطلاق نحو آفاق جديدة ونفحات سعيدة .
الهجرة بشرى واستكمال للاختبارات العملية للصفوف الأولى التي ستحمل الراية العظمى في تاريخ هذه البشرية . واصطفاء الله وقدره الذي هيأ للبشرية ألوية الفتوحات الربانية.
إنهم تركوا ديارهم بروح وضاءة وقلب مقدام ولم تكن هجرتهم خطى على الأقدام أو سفرا على الأنعام ، لم تكن غايتهم زيادة في المال والجاه وأيا من ملذات الدنيا .
لا حاجة لي ـ ولك أيها القارئ العزيز ـ أن أسرد قصص التضحيات والعذابات التي جرت أثناء الرحلة وما قبلها ؛ فقد قيل فيها ما قيل من تجليات ربانية للصفوة المختارة .
إنني أعرض بعضا من الإشارات التي قرأتها من ثنايا الهجرة :
1ـ الهجرة حدث لا يتوقف حدوده أي زمان أو مكان ، أينما كنت فأنت ملزم بالهجرة إلي الله بجسدك قبل لسانك ؛ فتسير في الأزقة والطرقات بين الناس ناشرا الخير وما ينفع هذا الدين وهؤلاء الغافلين التائهين من العباد ، وتسير بينهم محبا واعظا ناصحا فهم الأرض التي تحتاج من يحرثها ويزرع فيها العوالي الغوالي .
2ـ الهجرة مثل غيرها من المراحل الحاسمة في تاريخ هذا الدين يجب دراستها بالشكل العملي لا القلبي فحسب ؛ حيث تغيرت المفاهيم والمعتقدات الإنسانية من جاهليتها وانكسار شوكتها وهوانها وضعفها إلي قيادة العالم بتشريعات إلهية مكتملة البنيان لا زلل فيها أو نسيان .
3ـ الهجرة جهاد نفس ضد مغريات الحياة ومتاع الدنيا ، جهاد ضد ضعف النفوس البشرية أمام أطماعها الدنيوية ، فلنكن مجاهدين محاربين للنفس الأمارة بالسوء ولنخلصها من آفات الجاهلية القميئة .
4ـ الهجرة كونها وحيا سماويا وحماية ربانية إلا أنها اتسمت بالتخطيط المحكم بدءا من تحديد الزمان والمكان والأهداف ، هذا التخطيط كان بشريا بحتا ينبئ بحتمية الأخذ بالأسباب الدنيوية العاملة على النجاح في العبور الصحيح نحو النصر والتمكين .
5ـ الهجرة إلى المدينة لم تكن فرارا من التزامات العهود والأمانات ولا تسقط الديون عن صاحبها فكانت مهمة علي ـ رضي الله عنه ـ رد الأمانات إلى أهلها .
6ـ الهجرة لم توقف النشاط العملي الدنيوي، بل الحياة الدنيوية سائرة على طبيعتها إلا أنها تقننت بقوانين الله المحكمة العادلة ؛فالإسلام دين يربط الأرض ونشاطها وحركتها الدائبة بتشريعات الله ، فلا مكث دائم بالمسجد ولا انقطاع عنه .
7ـ الهجرة تعني ترك أفكارك القديمة الخاطئة واستبدالها بالقيم والمبادئ والأخلاق والقوانين الإلهية الموجب العمل بها في كافة مستويات الحياة ومجالاتها ، فقد قال - صلى الله عليه وسلم- : (المهاجر من هجر ما نهى الله عنه) .
8ـ الهجرة بداية التكوين والتمكين وطريق الصلاح والفلاح شاق وطويل يحتاج للثبات والإصرار والمثابرة ، فتتأرجح المكاسب والخسائر أمام ناظريك ، وقد تتكبد الطيور المهاجرة الخسائر في الأرواح والأبدان والمال لكنها تربح التواصل الرباني والأجر الإلهي والجزاء الأبدي .
اعلم ـ هداني الله وإياك ـ أن الهجرة إلى الله تخلصك من أحزانك وآلامك الدائمة ، فالهجرة تنتقل بك من ضيق الدنيا إلى وسع الآخرة ، من نداء الأرض إلى نداء السماء وشتان بينهما .
اعلم ـ هداني الله وإياك ـ أن الهجرة إلى الله فرار إليه ، فقد قال ابن عباس في قوله تعالى :﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾
" أي فروا منه إليه، من عقابه إلى جنَّته، من معصيته إلى طاعته، فروا مما سوى الله إلى الله، فروا من الأغيار إلى الله، فروا من الشُركاء إلى الله".
وقال آخرون:
اهربوا من عذاب الله إلى ثوابه بالإيمان والطاعة، عملية فرار من شيء مخيف إلى شيء مُسْعِد، وحينما قال الله عزَّ وجل:﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) فالفرار منزلةٌ من منازل السالكين إلى الله عزَّ وجل .
اعلم هداني الله وإياك ـ الهجرة قرار وإرادة وحركة وإيمان وعمل فأسس عامك الجديد على مخافة الله ومسارعة إليه ووقوف بين يديه .
والله ولي التوفيق.
-------------------------------
مدرس لغة عربية
دار علوم
دبلوم دراسات إسلامية
ما شاء الله مقال رائع استاذنا كل عام وانتم بخير
ردحذفربنا يبارك فيك أستاذتنا الفاضلة الكريمة ، كل عا وأنتم وعائلتكم الكريمة بخير
حذفبالفعل كلام جميل أستاذ عثمان ربنا يبارك في حضرتك وفي أولادك
حذفرائع أستاذ عثمان أنا مسيو فوزى بارك الله فيك
ردحذفربنا يكرمك أستاذ فوزي حبيبي الغالي
حذفمدونة جميلة ما شاء الله ومقالة رائعة صديقي الغالي أنا صديقك في الجامعة محمود السيد الشيمي
ردحذف