خزانة الأديب :
إن الناظر في أحوال الناس اليوم يجد أن هناك بعض السلوكيات الخاطئة تصدر من بعض رواد المساجد مما يخل ببهاء وجلال المساجد وتؤدي إلى إيذاء باقي المصلين والتي منها على سبيل المثال لا الحصر عدم إغلاق الهاتف الجوال عند دخول المسجد بالرغم من وجود إرشادات تشير إلى ضرورة إغلاق الجوال وتنبيه إمام المسجد بذلك عند بدء الصلاة ومع ذلك تسمع أثناء الصلاة معزوفات موسيقية وأغان تتوالى واحدة تلو الأخرى فتشوش على المصلين وتخرجهم عن خشوعهم ورحانيتهم ومن نسى إغلاق جواله فعليه بإغلاقه ولو في الصلاة، ومنها وضع الأحذية أمام باب المسجد وعلى السجاد والشبابيك رغم وجود صناديق خالية خاصة بهذه الأحذية، ومنها الجلوس على الكراسي المخصصة لكبار السن والمرضى من قبل أصحاء وشباب لا يبالون بمريض يبحث عن كرسي يجلس عليه فإذا ما أقيمت الصلاة رأيته يترك الكرسي ويقف بين الصفوف بعد ما حرم هذا المريض من الجلوس عليه، ومنها إيقاف السيارة أمام باب المسجد مما يعيق حركة المصلين خاصة بعد انتهاء الصلاة ، ومنها سرعة الانصراف من المسجد عقب السلام والمرور بين يدي المصلين المسبوقين، والتدافع على الأبواب، ومنها رفع الصوت بالحديث أو بالأدعية والقرآن سواء ذلك ما بين الأذان والإقامة أو في الصلاة فذلك مما يؤذي بقية المصلين،
قال صلى الله عليه وسلم: "ألا إن كلَّكم مناجٍ ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة" رواه أحمد وأبو داود.
ومنها حضور البعض إلى المسجد تفوح منهم رائحة الدخان فتؤذي من حولهم وتذهب بالخشوع والسكينة وبعضهم يرمي بسيجارته أمام باب المسجد ثم يدخل للصلاة ورائحة الدخان تفوح من فمه وأنفاسه وثيابه وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم المسلم عن الذهاب إلى المسجد إذا أكل ثوما أو بصلا أو كل ما له رائحة كريهة
فعن جابرٍ، قال: نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن أكْل البصل والكرَّاث، فغلبَتْنا الحاجةُ، فأكَلْنا منها، فقال: "مَن أكَلَ من هذه الشجرةِ الْمُنْتِنةِ، فلا يقربنَّ مسجِدَنا؛ فإنَّ الملائكةَ تَأذَّى ممَّا يَتأذَّى منه الإِنْسُ" رواه مسلم
ومنها حضور بعض المصلين إلى المسجد في ملابس النوم تفوح منها رائحة العرق ناهيك عن الجوارب ذات الروائح الكريهة.. إلخ
ومن ثم ينبغي على كل من يذهب إلى المسجد أن يراعي حرمته ويتأدب بأدبه فالمساجد يجب أن يسودها الخشوع والنظافة والهدوء.
----------------------------------------------------
(وقفات سلوكية في شهر رمضان المبارك ) الشيخ وائل عبد المطلب : الرجاء إغلاق الهاتف.