خزانة الأديب :
(وقفات سلوكية في شهر رمضان المبارك ) الشيخ وائل عبد المطلب :على قارعة الطريق.
إن الناظر في أحوال الناس اليوم يجد انتشار ظاهرة جلوس بعض الشباب على قارعة الطريق على نحو يعرقل المرور ويضيق علي الناس مصالحهم يعاكسون النساء والفتيات وخاصة طالبات المدارس بعد خروجهن من المدرسة أو المعهد أو الجامعة فتجد الأرصفة ملأ بهؤلاء الشباب الذين يخدشون حياء المارة ولم يعطوا أي حق للطريق ولم يراعوا حرمة أعراض المسلمين فأطلقوا العنان للبصر بدلا عن أن يغضوه فهؤلاء يحرم عليهم الجلوس في الطرقات، ويأثموا ببقائهم فيها؛ لأنهم لم يعطوا الطريق حقه وقد كان من شيم أولاد البلد من المصريين فى القديم أنهم إذا رأوا من يعاكس النساء أو الفتيات تكاثروا عليه ومنعوه ولقنوه درسا عمليا أمام الملأ فى احترام آداب الطريق والأماكن العامة، وهل يرضى من يفعلوا ذلك أن يُفعل هذا مع أخواتهم أو زوجاتهم أو إحدى قريباتهم ؟ ألم يعلموا أن الجزاء من جنس العمل، وكما تدين تدان، ولا يظلم ربك أحداً؟
وقد تُفتح أبواب بيوت أو نوافذها فيكشفها الجالس أو المار في الطريق فيجب عليه أن يصرف بصره، ولا يطلقه في نساء الناس وبيوتهم وعوراتهم، ولا يؤذي أحدًا يحمل في يده متاعا له فيرمقه ببصره لمعرفة ما معه فإن هذا من سوء الأدب ومن التطفل على حقوق الغير ومن إطلاق البصر فيما لا ينبغي ومما يعارض غض البصر في الطريق ما يفعله بعض الناس من الاطلاع على ما بداخل سيارات الناس من نساء وأطفال ومتاع في الطرقات وعند الإشارات وفي الزحام، وكل هذا مما ينافي الأخلاق.
إن ديننا الإسلامي دين شامل لكل مناحي الحياة فهو الدين الوحيد الذي يفرض نفسه على كل مجالات الحياة فلا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا فرض نفسه عليها فهو دين شامل جعل لكل شيء حقوق وآداب فما ترك الإسلام شيئا إلا وأعطاه حقه ومن الآداب الإسلامية الرفيعة التي يتأدب بها المسلم وحثت عليها الشريعة الغراء إعطاء الطريق حقه والالتزام بآدابه وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم آداب الطريق وحقوقه في حديث جامع شامل.
فعن أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ، فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ» متفق عليه.
