
خزانة الأديب :
(وقفات سلوكية في شهر رمضان المبارك ) الشيخ وائل عبد المطلب : كف الأذى
إن الناظر في أحوال الناس اليوم يجد من يتعمد إيذاء النـاس في طـرقاتهم ومرافقهـم العـامة ومن صور الأذى في الطريق: إلقاء المخلفات فيه ولا سيما ما فيه خطر كالزجاج والمسامير أو ما فيه روائح خبيثة تؤذي المارة، ورش الماء في الطريق بكثرة بحيث يؤدي إلى تعثر وتزحلق المارة، وإرسال الماء من الميازيب المخرجة من الحائط في الطرق الضيقة فَإِن ذَلك ينجس الثياب أو يضيق الطريق، وإيقاف السيارات بطريقة يغلق بها الطريق أو يضيقه على المارة أو وضعها أمام مداخل البيوت أو المساجد فتضيق على الداخل والخارج، ورفع صوت سرينة السيارة في غير حاجة أو غلق الطريق بالسيارة للحديث مع آخر أو السير في الاتجاه المعاكس للطريق أو السير بسرعة عالية تعرض حياة الناس للخطر، والتعدي على الطريق بالبناء واستخدامه استخدامًا خاصًّا فالطريق العام يشترك الناس جميعا في الانتفاع به فلا يجوز لأحد أن يخص نفسه بانتفاع خاص ،
وفي ذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم "من أخذ شبرا من أرض ظلما طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين " رواه البخاري ومسلم.
والإسلام أمر بنظافة الطرق والحفاظ عليها من كل ما يؤذي، وجعل ذلك من شعب الإيمان،
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله "الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" رواه البخاري،
بل وجعل ذلك من أعمال الطاعات والقربات، التي تدخل صاحبها الجنة
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ" رواه مسلم، وحينما طلب أبو برزة -رضي الله عنه- من رسول الله أن يعلمه شيئًا ينتفع به قال: "اعْزِلِ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ" رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "بينما رجل يمشي في الطريق إذ وجد غصن شوك، فأخره فشكر الله له فغفر له " رواه الترمذي.
وإذا كـان هذا الثواب العظيم لمن يكف الأذى عـن المسـلمين في طرقاتهم، فكيف تكـون العقـوبة لمن يتعمد إيذاء النـاس في طـرقاتهم ومرافقهـم العـامة يقول صلى الله عليه وسلم «مـن آذى المسـلمين في طرقاتهم وجـبت عليه اللعنة» رواه الطبراني بسند صحيح.
-----------------------------------------------------
(وقفات سلوكية في شهر رمضان المبارك ) الشيخ وائل عبد المطلب : كف الأذى